الكفاءة والاستحقاق أساس التكليف - الدرس

الوضعية المشكلة

تابعت حوارا دار بين زملائك بعد إجراء مباراة للتوظيف، قال الأول لزميله متباهيا: إن أبي له علاقات مع بعض كبار المسؤولين، ووعده بالتدخل لديه لضمان نجاحي، فقط علي أن أجري الاختبار. فأجابه زميله: ليت لي مثل حظك …، وقال الثالث: هذا غش، المناصب يجب أن تسند إلى أهل الكفاءة والاستحقاق. فسخرا منه قائلين له: يالك من غبي، لقد تغيرت الأمور، ألم تفهم بعد أن عصرنا عصر الوسائط، بم نفعتك كفاءتك في المباراة السابقة التي أجريتها !؟. الذكي من ينتهز الفرص.
  • فما المشكلة التي تطرحها هذه الوضعية؟
  • وما هي مبادئ ومعايير التعيين في المناصب العليا في القانون المغربي؟

النصوص المؤطرة للدرس

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ  ۝ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ۝ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ۝ وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾.
[سورة يوسف، الآيات: 54 –  57]
ورد في المادة الرابعة من القانون التنظيمي رقم 12 – 02 المتعلق بالتعيين في المناصب العليا تطبيقا لأحكام الفصلين 49 و92 من دستور المملكة المغربية (2011)، ما يلي: «تطبيقا لأحكام الفصل 92 من الدستور تحدد كما يلي مبادئ ومعايير التعيين في المناصب العليا المشار إليها في الفقرة الثانية من المادة الأولى أعلاه:
مبادئ التعيين:
  • تكافؤ الفرص والاستحقاق والشفافية والمساواة في وجه جميع المرشحات والمرشحين.
معايير التعيين:
  • التوفر على مستوى عال من التعليم والكفاءة اللازمة.
  • التحلي بالنزاهة والاستقامة …”.
[القانون التنظيمي رقم 12 – 02 المتعلق بالتعيين في المناصب العليا]

نشاط الفهم وشرح المفردات

شرح المفردات والعبارات

  • أستخلصه لنفسي: أجعله من خلصائي، ومقربا لدي.
  • فلما كلمه: فلما خاطبه أعجبه كلامه، وزاد موقعه عنده.
  • مكين أمين: متمكن، أمين على الأسرار.
  • إني حفيظ عليم: حفيظ للذي أتولاه، عليم بكيفية تدبيره.
  • مبادئ: القواعد الأساسية.
  • معايير: جمع معيار: ما يستعمل كمرجع للحكم حكما قانونيا.
  • تكافؤ الفرص: التساوي بين جميع أفراد المجتمع.

مضامين النصوص الأساسية

  • الصفات التي استحق بها يوسف عليه السلام منصب خازن المال: الحفظ (الأمانة) والعلم (الكفاءة).
  • مبادئ ومعايير التعيين في المناصب العليا: تكافؤ الفرص، والاستحقاق، والشفافية، والمساواة.

مبادئ ومعايير التعيين في المناصب العليا: تكافؤ الفرص، الاستحقاق، الشفافية، المساواة

مفهوم التكليف وشروطه

مفهوم التكليف
التكليف: لغة: هو طلب ما فيه كلفة، أي: مشقة، وفي الشرع: هو إلزام المكلف بمقتضى خطاب الشرع، باعتبار أن الله هو الذي شرع الأحكام وخاطب المكلفين بما يفهمونه على لسان رسوله ﷺ، بمعنى: أن المكلف ملزم بمعرفة دين الله وما جاء فيه من تعاليم وأوامر ونواه وأحكام للقيام بتطبيق ذلك  في حياته.
شروط التكليف
  • العلم
  • العقل
  • البلوغ
  • الاستطاعة
  • الاختيار.

التكليف وتحمل المسؤولية

تحمل المسؤولية في المنظور الشرعي تكليف وليس تشريف، بمعنى أن الذي تحمل أي مسؤولية على عاتقه فقد تحمل عبئا ثقيلا، ويجب عليه الالتزام بهذه المسؤولية، وإلا كان محاسبا ومسؤولا عنها، قال ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، وقال ﷺ أيضا: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ«.

مفهوم الكفاءة والاستحقاق والعلاقة بينهما

مفهوم  الكفاءة

الكفاءة: لغة: الجزاء أو المساواة، واصطلاحا: الكفاءة أهلية للقيام بعمل بقدرة وحسن تصرف فيه، وهي التحسين المستمر للخدمة، ومقياس لمدى استخدام القدر الصحيح من الموارد لتوصيل عملية أو خدمة أو نشاط ما.

مفهوم الاستحقاق

الاستحقاق: لغة: مصدر (استحق) يستحق استحقاقا، فهو مُستحق، واستحق الشيء: استأهله، ويقال: عن استحقاق: أي عن جدارة وأهلية، واصطلاحا: الاستحقاق يرادف الأهلية، والأهلية: لغة: الصلاحية، واصطلاحا: تعني صلاحية الإنسان لأن تثبت له حقوق وتجب عليه واجبات.

العلاقة بينهما

العلاقة بين الكفاءة والاستحقاق هي علاقة ترابط، بمعنى أنه لا يستحق تولى المهام والمسؤوليات إلا من كان أهلا لها وجديرا باستحقاقها، وإلا لو تولى المهام من لا يستحقها وليس كفؤا لها عن طريق الزبونية أو المحسوبية أو الرشاوى فانتظر الخراب والدمار للمجتمع، قال ﷺ: «إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ».

مبادرة الكفء لخدمة الصالح العام

أهل الكفاءة والخبرة والاستحقاق في كل مجال من المجالات هم الذين ينبغي أن يتصدروا مسؤوليات ومهام المجتمع، وخاصة المهام الكبرى، حتى تسير الأمور في طريقها الصحيح، وينجح المجتمع ويتقدم إلى الأمام، لأن الكفء والخبير في مجاله هو الذي يستطيع أن يتقن عمله إذا نصح فيه، وعمل بجد وإخلاص، قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام: ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾، أي أمين على الذي أتولاه، عليم بكيفية تدبيره.

0 Commentaires