الإيمان والفلسفة - ملخص الدرس

مفهوم الإيمان وشروطه

مفهوم الإيمان

لغة: من الأمن والأمان والسلامة، وهو أيضا التصديق والوثوق. واصطلاحا: هو تصديق القلب بأصول العقائد والإقرار بها، مع توافق أقوال المؤمن وأفعاله مع ما يعتقده. أو هو تصديق بالجنان (أي بالقلب)، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان (أي بالجوارح)

شروط الإيمان

  • العلم المنافي للجهل لأن الله يعبد بعلم لا بجهل، قال الله تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد/19].
  • التصديق الجازم بكل ما جاء في القرآن والسنة المنافي للتكذيب، قال الله تعالى {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [الزمر/33]
  • الاتباع المنافي للابتداع، قال ابن مسعود رضي الله عنه «اتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كفيتم كل ضلالة» [رواه الطبراني]

مفهوم الغيب ودلالة الإيمان به

الغيب: لغة: هو كل ما غاب عن الحواس، واصطلاحا: هو ما استأثر الله بعلمه ولم يطلع عليه أحدا إلا من ارتضى من رسله، قال الله تعالى {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} [الجن/26.27]
الغيب نوعان:
  • غيب نسبي: وهو الذي يتيسر للإنسان إدراكه بالحواس بالإخبار أو بالتجربة فيصبح من عالم الشهادة.
  • غيب مطلق: وهو ما استأثر الله بعلمه وأمرنا بالإيمان به مما لا يمكن للإنسان إدراكه، كعالم الجن والملائكة والدار الآخرة.
والمؤمن ملزم بالإيمان بالغيب بنوعيه: فالأول يدفعه الى الأخذ بالأسباب لإدراك الحقائق وبلوغ المقاصد. والثاني يجعله مطمئن النفس مستشعرا عظمة ربه متوكلا عليه ومستمدا العون والمدد منه سبحانه.
والإيمان بالغيب -بنوعيه- أمر ضروري لأنه يوسع محيط الإدراك عند الإنسان ويميزه عن الحيوان، ويحرر فكره من الاشتغال بقضايا غيبية ليتفرغ للمهمة الكبرى، مهمة الاستخلاف في الأرض وعمارتها.

أثر الإيمان بالغيب في التصور والسلوك

على مستوى التصور والوجدان

الشعور بالتكريم الإلهي والشعور برقابة الله تعالى على جميع حركات الانسان وسكناته، والشعور بالطمأنينة والأنس مما يدفع الإنسان الى الصبر بدل اليأس. ثم إعطاء الحياة الدنيا معنى إيجابيا من خلال استشعار وحدة البشرية ووحدة خالقها...

على مستوى السلوك والممارسة

الاستقامة على شرع الله تعالى بتنفيذ الأوامر واجتناب النواهي. والتخلص من العجز والكسل وتحقيق الفاعلية في المجتمع. ثم إعطاء الحياة قيمة سامية بفعل الخيرات ومساعدة الآخرين...
وكل تكذيب بهذا الغيب يجعل الإنسان يعيش في خوف من الموت، وهم وحزن، وجشع وطمع، وضجر عند المصيبة وفجور عند النعم..

الإيمان بالغيب والقيم الإيجابية

على المسلم:
  • أن يتشبع بقيم الإيمان بكل الغيبيات التي أخبر الله تعالى بها في كتابه وأخبر بها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته.
  • أن يكون عضوا فاعلا في مجتمعه، آخذا بالأسباب البشرية والسنن الكونية الموصلة الى الهدف والمحققة للتقدم والتنمية.
  • أن يعتبر هذه الفاعلية من أشرف العبادات التي يتقرب بها الى ربه الذي يثيبه عنها أجزل الثواب يوم القيامة، وهو جزء من الإيمان بالغيب الذي يصدق به، قال الله تعالى {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ} [النساء/173]
ومن الإيمان بالغيب المطلق، الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، والإيمان بأن ما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حق وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الميزان حق، وان الحساب حق، وأن الحوض حق، وأن الله يبعث من في القبور...

0 Commentaires